سألته كيف اغرس بذور التنوير فى نفسى لــ " استقبال النفحات الالهية "
فــ
#همس_لى_وقال ...
التنوير هو تلك الحالة التى يتوقف فيها الانسان عن ادراك ذاته على انه هذا الجسد المادى فقط . و انطلاقاً من هذا الادراك الخاطىء للذات يجوب الانسان جميع نواحى الحياة مقاتلاً على اللذة المتفلتة و الحياة المادية الزائلة . التنوير هو احداث نقلة فى الوعى و ان يبدأ الانسان بإدراك الجانب الغير مرئى من ذاته . تلك النفخة التى نفخها الله من روحه فى كل انسان و التى لا تخضع للزمن و لا تعرف الفناء او الموت . و حينما يدرك الانسان ذلك تتغير كل معتقداته حول الموت و الفناء ، و يدرك ان الموت ما هو الا خلع لهذا اللباس المادى " الجسد " ، فيخرج الجسد الأثيرى " الروح " و تعود إلى خالقها .
بعد ادراك هذا الكيان الازلى الذى هو حقيقة كل شخص نفخ الله فيه من روحه فتجلى فى العالم المادى و اختصه برسالة سماوية عليا ليؤديها فى الدنيا ، لو اتمها اتم حق الربوبية و لم يضيع حياته التى وهبها الله له هباءً . من هذا المنطلق تبدأ عملية " النقلة فى الوعى " و ادراك الانسان لذاته على انه ذلك الجسد المادى " الذى تحكمه متطلبات غريزية لا تنتهى " ، لكنى انا ايضاً هذه النفخة الربانية الطاهرة المباركة الغير خاضعة للزمان او للفناء و التى اختصها الله بالابدية لكن ليس على هذه الدنيا الزائلة . الله تعالى يحبنا لكى " نحيا معه " ، ليس لكى " يحيا معنا " ، فكل انسان هو " أحد أحاد الأحد المطلق " الله " .
حين يدرك الانسان هذا الكيان الازلى الموجود بداخله يجب عليه ان يسأل نفسه سؤال مهم جدا " من الذى اريده ان يتولى زمام الامور حقاً ؟؟؟ " هل هو هذا الجسد المادى " اشبع له كل غرائزه " ، ام هذه النفخة الطاهرة ، المباركة ، الابدية ، الغير متزمنة و التى ان جاز ان نطلق عليها " الروح " . و التمرين الأساسى للروح هو العلو " بالإرادة " و اهمال الدنايا و العلو بالغاية و المطلوبات . و لأن الارادة لا تشبع " بل ان حقيقة الانسان هى الارادة " ، و الدليل على ذلك ان الانسان حتى و هو على فراش الموت تجده يريد اشياء . حين تحدث تلك النقلة فى الوعى و يهتم الانسان بإشباع متطلبات ذلك الجانب الوجدانى الذى بداخله يكون الانسان بذلك قد غرس اول بذور التنوير فى ذاته و اصبح اهلاً لاستقبال النفحات الالهية .
بُوركت
#اشرف_البونى