مركزية الله ..


تحدثنا سابقاً عن عالم الملك وعالم الملكوت 
وقلنا أن العقل من عالم الملك والقلب من عالم الملكوت 
العقل مخوّل للعالم المرئى , والقلب مخوّل للعالم اللامرئي .
وكنا قد انطلقنا حينها من السؤال المشهور لماذا ارسلنى الله الى هنا ؟
وقلنا أن الله ارسلنا للعبادة ( البُعد الروحي ) ولكي نُعمر الارض ( البعُد المادي )
فأن عاش الانسان منغمساً فى البُعد المادي فقط ..
سوف يفقد قيمة وجودة هنا , عاجلاً ام اجلا ..
ولهذا ارسل الله الرسالات والانبياء على مر العصور ..
عبادة الله هى الهدف واعمار الارض هى الرسالة ..
الهدف ما نحصل عليه والرسالة هى ما نؤدية ..
بيد أن انغماسك فى الهدف فقط او الرسالة فقط ليس محل اجماع ..
فالاجماع على أن تنتقل مثل الفراشات من عالم المادة الى عالم الروح
فكل العبادات الدينية والطقوس وضعت خصيصاً من أجل هذا الانتقال
العبادات بكل اشكالها هى ابواب يعبر من خلالها الانسان
من عالم الملك الى عالم الملكوت
من عالم البشر الى عالم رب البشر ..
بيد أن اشهر الاشكاليات فى فهم مركزية الله
هى السؤال الذى يقول الانسان مسير ام مُخير ؟
وقلنا سابقاً ان الانسان مُخير فيما يعلم ومُسير فيما لا يعلم .
ولما تأملت فى هذا المعنى كان لابد أن اسأل واقول ما هى حدود العلم ؟
حدود العلم لا نهائية بدليل ( وفوق كل ذى علم عليم )
فكل عالم هناك من اعلّم منه وكل عارف هناك من هو اعرف منه
وقدرات البشر متفاوته فيما بينها , فما اعلمه أنا ليس شرطاً ان تعلمه انت .
ولهذا لا توجد حدود للمعرفة والعلم
وهذا هو القانون انه كلما زادت دائرة علمك ومعرفتك زادت الاختيارات والفرص ,
وكلما زادت الاختيارات والفرص كلما زاد تحكمك فى مسار حياتك
وكلما زاد تحكمك فى مسار حياتك زاد تحكمك فى الواقع الشخصى لك .
وبنائاً عليه انه كلما زاد وعيك كلما زاد تحكمك فى الواقع وتحكمك فى الواقع هو فى حدود ما تعلم ,
وفى حدود ما تعلم أنت مُخير بل اللفظة الصحيحة أنت خليفة الله فى الارض .
فلا يجوز هُنا أن تتهم الانسان الذى يختار في حدود ما يعلم
بأنه جعل ذاته هى المركز
لا يجوز أن تقول على من يجهاد نفسه ويزكيها بأستمرار
انه انشغل بنفسه عن الله
فهناك فارق بين المخلوق والخالق
الله عندما يريد يقول للشىء كن فيكون
بينما الانسان عندما يريد ! يختار مما يعلمه ..
ولهذا اعتقد أن اختيار الانسان وسعيه لتحقيق هدفة ورسالته فى الحياة
لا تتعارض ابداً مع مركزية الله بل العكس تماما هو الصحيح ,
ان هذا السعي هو التعبير الحقيقي لمركزية الله , لان الله هو الاول والاخر
والحديث لن ينتهى ولكن تذكر أن من عمل بما يعلم اورثه الله علم ما لم يعلم .
#اشرف_البوني




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا ومرحبا بك شكرا لمرورك

shadow work العمل مع الظل - الطفل والناضج .

  الطفل الداخلي هو جزء من شخصيتك , غير ناضج ... يجب ان تساعده على الفهم والنضوج عن طريق الحوار السلمي . يتواجد الطفل الداخلي على شكل نزاعات ...